الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة حافظ حميّد في حوار خاص: ما قاله شرف الدين «ضحك على الذقون» وفي النجم هناك العديد من المغالطات!

نشر في  12 مارس 2014  (11:54)

عبد الناظر يمتلك عصا سحريّة، الترجي يمرّ بمرحلة إنتقالية والرياحي «غلّطوه»!
الكرة التونسية «هزّ ساق تغرق لخرى» ولاخير في جمعيات تسيّر على طريقة «كلّ نهار وقسمو»!
أدعو وزير الرّياضة الى فتح ملف الملاعب التي شوّهت منظر كرتنا
الباجي قائد السبسي «كنز»..مهدي جمعة رجل المرحلة، والإرهاب يجب ان نقاومه في الأحياء الشعبية!
مرّة أخرى تتواصل «أخبار الجمهورية» مع رجل الأعمال والرئيس السّابق للنجم الساحلي حافظ حميّد وتتطرّق معه في حوار مطوّل حول عديد الملفات الرياضية والسياسية التي تحدّث فيها ضيفنا بجرأة العادة ووضع أصابعه على مكامن الداء، مستشهدا بعديد الأمراض التي تنخر جسد الكرة التونسية، كما تحدث سي حافظ عن مشروع «رويال درينكس» وانتظاراته من حكومة مهدي جمعة والدّور الرّيادي الذي يلعبه الأستاذ الباجي قائد السبسي في الحياة السياسية بالبلاد، هذا فضلا عن ملفّات أخرى نترك لكم فرصة مطالعتها في هذه الورقة...
سي حافظ، هل مازلت مواكبا للأحداث الرّياضية في تونس أم انّ أعمالك أصبحت تشغلك عنها؟
ـ أعترف لكم أنّه رغم تعدّد مشاغلي فإنّي لا أستطيع البقاء بعيدا عن الرّياضة وأجواءها وكواليسها ومبارياتها الحاسمة، لأنّ الرّياضة عامّة وكرة القدم خاصّة سواء المحلية أو الأوروبّية عشقها يسري في دمي منذ الصّغر.
إذن ما هو حكمك على المشهد الرّياضي الحالي وخاصّة في كرة القدم في تونس؟
ـ ما دامت المكوّنات الأساسيّة للعبة غير موجودة في تونس، فلا يجوز ابداء الآراء بطريقة عقلانية، علاوة عن ذلك يجب الاعتراف انّه لا أمل يرجى من رياضتنا وكرتنا ما دامت الجامعات والأندية في تونس لا تعترف بالبرامج والتخطيط والجميع يعمل بعقليّة «كلّ نهار وقسمو» ولا مكان في سياستهم للتصوّرات، هذا دون «تناسي» تواضع الإمكانات البشريّة والمالية وتدهور البنية التحتية وبالتالي من الطبيعي ان تبقى كرتنا «تهز ساق تغرق ساق».
ألا يعتبر ما قلته مبالغة في التشاؤم؟
ـ ما قلته هو الواقع المرير الذي تتخبّط فيه رياضتنا وكرتنا التي بدأت تحيد عن السكّة الصّحيحة منذ أن تمّ تهميش الرياضة المدرسية والجامعية التي كانت تستقطب التلاميذ الموهوبين من البطاحي وتقدّمهم للأندية المدنية على طبق من ذهب، وهذا ما دخل طيّ التاريخ منذ سنوات طويلة. وهنا لابدّ من القول انّ الدولة بدورها تتحمّل مسؤولية فيما يحصل من تراجع للرّياضة التونسية بحكم انّها اكتفت بالدّعم المادي دون إعطاء قيمة لكلّ ما هو برمجة وتصوّرات واضحة..
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن أكثر من 100 جمعيّة سحبت ثقتها من المكتب الجامعي لكرة القدم، فهل من تعليق في هذا الموضوع؟
ـ لنتّفق منذ البداية انّه لا مشاكل عندي مع الأندية أو الجامعة، لكن هذا لن يمنعني من التساؤل باستغراب: لماذا صوّتت الفرق للجامعة الحالية ثم عمل بعضها على سحب ثقتهم وهل انّ هذه الفرق عندما صوّتت لوديع الجريء ومن معه صوّتت للبرامج أم للأشخاص؟
صراحة انّ ما يحصل أثناء الجلسات العامّة للنّوادي او الجامعات لا علاقة له بالمبادئ.. وأغلبية المنتخبين لا ينظرون للمصحلة الوطنّية بل تحرّكهم العلاقات الشخصيّة والمصلحيّة وهو ما عاد على كرتنا بالوبال. وفي هذا السياق اقول انّه لا مستقبل لكرتنا، مادام مصيرها رهين اهواء 4 اشخاص وليس رهينا للبرامج والتصوّرات، كما اعترف انّ فشل هذه الجامعة تشترك فيه الأندية لسبب بسيط وهو انّ الفرق هي من انتخبت هؤلاء الفاشلين ويا ليتها في المستقبل نتخب البرامج وليس الأشخاص..!
في ظلّ الحديث عن الجامعة، أصبح البعض يراهن على اسم زياد التلمساني كجواد رابح للمرحلة القادمة، فيما يراهن البعض الآخر على اسم علي الحفصي، فماذا تقول في هذا الشأن؟
ـ من جهتي أرى انّه من مصلحة كرة القدم التونسية أن يجتمع شمل زياد التلمساني وعلي الحفصي في قائمة واحدة بعيدا عمّن سيكون رئيسا أو نائبا للرّئيس ويعزّزان قائمتهما بعديد الكفاءات من القدامى والجدد والشّروع في العمل الجماعي الذي يرتكز على البرامج والتصوّرات المضبوطة ومن ثمّة يمكننا التطلّع لمستقبل أفضل للكرة التونسية التي تضرّرت من الشخصنة.
في الماضي القريب كاد جمهور الافريقي ينحت لرئيسه سليم الرياحي تمثالا، قبل ان يتغيّر الحال في الأسابيع الأخيرة ويرفع بعضهم في وجهه شعار:«ديقاج» فما هو موقفك من هذه المتناقضات؟
ـ صراحة ما حصل لسليم الرّياحي شيئا مؤسفا، خاصة انّ الرجل وضع جميع الامكانات المادية والمعنوية واسمه في الميزان، لكن بمجرّد أن عكسته النتائج انقلبوا عليه والحال انّ «المحتجّين» كان عليهم اتيان تصرّفات حضارية في حقّ رئيسهم الى ان يحين وقت المحاسبة والتقييم في الجلسة العامّة.
كيف تابعت أطوار مسلسل «إثارة ندونغ» بين النجم الساحلي والنادي الصفاقسي قبل أن تحسم هيئة التحكيم الرياضي القرار لفائدة «السي.. آس.. آس»؟
أنا من الأشخاص الذين لا يعترفون بالإثارات والإنتدابات «اللّى فيها وعليها» بقدر ما أؤمن بالنتيجة الحاصلة فوق الميدان، خاصة وأنّ ما يحصل من وراء هذه الإثارات من مشاكل وتهييج في الشارع الرياضي بين الجماهير يزيد في أجواء الفتنة التي يحبّذه بعض المسؤولين الذين يكرسون هذه الظواهر للتّغطية عن فشلهم.
كيف تحكم على مردود كلّ من الترجي والافريقي والنادي الصفاقسي والنجم الساحلي في هذا الموسم الكروي؟
ـ بالنسبة للترجي الرّياضي التونسي فهو يمرّ بفترة انتقالية وهيئته بصدد اعادة عملية البناء بتصوّر جديد ويحتاج الى بعض الوقت لاستعاد اشعاعه القاري.
الافريقي؟
ـ النادي الافريقي قام بانتدابات سيئّة دفع فاتورتها الفريق بسبب بعض المستشارين الذين غالطوا سليم الرياحي ودفعوه لشراء لاعبين بأسعار خياليّة لم تفد الافريقي في شيء.
والنادي الصفاقسي؟
ـ رغم كلّ احتراماتي لكلّ رؤسائه السّابقين، فانّي أجزم انّ رئيسه الحالي لطفي عبد الناظر يمتلك عصا سحرية سمحت له بإحداث نقلة نوعية في النادي الصفاقسي الذي تحوّل في عهده الى قوّة ضاربة رغم خروج عديد الأسماء الكبرى مثل فاتح الغربي والقصداوي والحدّاد مقابل فسح المجال امام شبّان من طينة فخر الدين بن يوسف وفرجاني ساسي هذا اللاعب الذي لم نحسن تقدير امكاناته في النجم الساحلي فخسره الفريق ـ مثلما خسر شقيقه مصعب ـ وربحه النادي الصفاقسي.
والنجم الساحلي؟
ـ الأكيد انّ النجم جنى فوائد جمّة من تعاقده مع «روجي لومار» ومساعده رضا الجدّي، لكن هذا لا يمنعني من القول انّ «ليتوال» مطالب بالتفكير في المستقبل عبر القيام بانتداب لاعبين شبّان أفضل من التعاقد مع آخرين في نهاية مشوارهم الكروي.
على ذكر النجم، يتردّد هذه الأيام في سوسة انّ هناك رجل أعمال يدعى عبد الله عبد القادر أعرب عن استعداده للترشّح لرئاسة الجمعية، لكن هناك من أطرده من أولمبي سوسة، بماذا تعلّق؟
ـ كلّ ما أستطيع قوله، انّه على عبد الله عبد القادر أن يعرف مسبّقا أنّ النجم الساحلي تحكمه في الخفاء منظومة قديمة لن تسمح لأيّ شخص بأن يدخل «ليتوال» دون رضاء اصحابها عليه، وللإشارة فإنّ هذا الشخص أعرفه معرفة جيدة ويحظى بإمكانات مادية ضخمة تسمح له بإحداث ثورة رياضية في النجم في صورة ما تمّ فسح المجال أمامه لخدمة «ليتوال».
ما دمنا بصدد الحديث عن النجم الساحلي ما هو رأيك في تحركات الهيئة الحالية لإستعادة أموال بعض اللاّعبين الذين غادروا «ليتوال» بطرق غير شرعية؟
قبل الردّ عن هذا السؤال، دعني أقول إن ما يثير إشمئزازي هو أنّ رضا شرف الدين يتحدّث عن فسخه لعقود 35 لاعبا (أي ما يعادل 3 فرق) هو زيف وبهتان وضحك على ذقون الجماهير.
أمّا بخصوص ما جاء في سؤالكم، فإنّي أري أنّ كلّ ما قيل في هذا الشأن هو مجرد وهم وخيال على غرار ما تمّ ترويجه بخصوص مبلغ ما يقارب 20 مليار كعجز مالي، ومع ذلك فإنّ النجم الساحلي مازال يعيش وهو ما يوحي أنّ رئيسه بحوزته الكثير من المليارات التي ربّما تدفعه غيرته عن الجمعية للتنازل عنها لخزينة النجم.. صراحة إن ما يحصل في الكواليس يدفعني إلى القول: «يا بابا وقتاش نولّيو شرفة، قالوا وقد يموتوا كبار الحومة». ...
ماذا تنتظر من المنتخب التونسي في قادم الاستحقاقات، وهل انت من مناصري المدرّب التونسي أم الأجنبي؟
ـ مشكلة المنتخب لا تكمن في اسم هذا المدرب أو الآخر، بل في غياب المادّة الأوّلية وفي غياب التنسيق بين النوادي والمنتخب والبرمجة وعدم توفّر الظروف الملائمة للاعبين.. بمعنى اننا في تونس عادة «ما نشتري الحصير قبل بناء الجامع».
في كلمة، الساهرون على حظوظ المنتخب يجب ان يوفّروا كلّ ممهّدات النجاح المادية والمعنوية ودراسة الوضع بكلّ واقعيّة ثم ليأتي الحديث عن اسم الربّان القادر على الانصهار في منظومة شفّافة وواضحة..
قيل انّ الجامعة خطّطت لتحويل وجهة «روجي لومار» من النجم الى المنتخب، فكيف تقبّلت الأمر؟
ـ هذا «تخلويض» جديد من اختصاص جامعة كرة القدم التي أسأل أصحاب القرار فيها، لماذا لم تفكّروا في «روجي» عندما كان عاطلا عن العمل؟ وهل انّ المنتخب مصيره متوقّف على «لومار»؟ قطعا لا.. لأنه مسؤولي الجامعة الذين يعشقون «اللقمة الباردة» كان عليهم اعداد البرمجة اللازمة والتصوّرات التي تصبّ في مصلحة المنتخب قبل التفكير في «الغورة» على مدرّب النجم.
كما أقول لهم دعكم من هذه الحلول الترقيعيّة وتنقّلوا الى المدارس الكبرى في العالم على غرار برشلونة ورياد مدريد وبيارن مونيخ الألماني واقتبسوا منهم أدوات العمل الناجح والبرمجة الدّسمة التي حولتهم الى قوّة ضاربة في الكرة العالميّة ثم اتصلوا بأيّ مدرّب تريدونه.. كما انّ عليهم استنساخ مشاريع الجامعات الناجحة على غرار الألمانيّة والأسبانيّة وغيرهما..
رحل طارق ذياب، وحلّ مكانه في وزارة الشّباب والرياضة صابر بوعطي، فما هي انتظاراتك من الوزير الجديد وما هي أوّل الملفّات التي يستوجب دراستها؟
ـ أدعو الوزير الجديد إلى الاسراع بفتح ملفّات البنية التحتية والمنشآت الرياضية والملاعب التي اضحت مدعاة للخجل والملل وساهمت بشكل كبير في تردّي الكرة التونسية.
وفي هذا السياق أقول انّ الوضعية التعيسة لملاعبنا اصبحت تؤثّر نفسانيّا حتى في الجماهير وتدفعم لممارسة العنف مثلما تساهم في عزوف اللاعبين عن اللعب و«تطيير الكيف» وتؤدّي الى تقديم مردود هزيل.. لذلك آن الأوان لبعث ملاعب عصرية والاقتداء بالأمريكان والفرنسيين والإيطاليين وان كنّا نروم فعلا الاتلحاق بركب الفريق والمنتخبات الناجحة.
كما ادعو سلطة الاشراف الى محاسبة المتسبّبين في اهمال العشب في كلّ ملاعبنا تقريبا والقطع مع كلّ المهازل التي تشوّه صورة كرتنا وهنا لابدّ من تذكير الذين كرّسوا سياسة «البعلي والرعواني» في الرّياضة وفي مجالات اخرى بأنّ العنوان الوحيد للنّجاح هو التصوّر والبرمجة.
لنغيّر الحديث من الرّياضة الى عالم المال والأعمال والسياسة، الى اين وصل مشروع «رويال درينكس»؟
ـ نحن الآن بصدد الانجاز وبحول الله في شهر جويلية القادم ستكون منتوجات المياه المعدنية في الأسواق على ان تلتحق بها بعد بضعة أشهر منتوجات «رويال درينكس» مع العلم انّ هناك مؤسّستين عالميتين ستكونان معنا كمدعّم لمشاريعنا. علاوة على ذلك أزّف بشرى للجميع وهي انّ كلّ مؤسّساتنا ستدخل قريبا الى «البورصة» وسنفسح المجال امام كل التونسيين لمشاركتنا مشاريعنا والمساهمة في نجاحها بما أنّها منهم واليهم.
في كلمة، شركاتنا ذات أبعاد اجتماعيّة وانسانيّة لأنّ مدرستنا هي مدرسة «بيل غايتس» كما أقول انّ مشروع «رويال درينكس» سيكون مفخرة لكلّ التونسيين في كلّ شبر من تراب الجمهورية.
في حوار سابق، تحدّثت بإعجاب كبير عن الباجي قائد السبسي رئيس حزب «نداء تونس» فهل نفهم انّك التحقت بـ«النداء»؟
ـ لن أغيّر موقفي من السيد الباجي قائد السبسي الى الممات، أتدري لماذا؟ لأنّ سي الباجي شخص متميّز سلوكا وأخلاقا وقلبه ينبض بحبّ تونس.
كما أوضّح أيضا انّ نداء تونس ليس بحزب فقط بل هو تونس قاطبة، لذلك فكلّ من يريد بناء تونس الغد فما عليه الاّ الالتحاق بـ«النداء».
هل انضممت لهذا الحزب أم لا؟
ـ أنا أحد أبناء هذا الحزب وأتشرّف بالانضمام اليه مادام على رأسه «كنز» اسمه سي الباجي قائد السبسي، وكذلك السيد محمد الناصر أحد ركائز الملفّات الاجتماعية في هذا الحزب الكبير.
ماذا تنتظر كرجل أعمال من حكومة مهدي جمعة؟
ـ منذ صعود السيد مهدي جمعة والكفاءات العاملة معه إلى سدّة الحكم، اصبحت هناك مؤشرات ايجابية ترجمتها «بورصة تونس» التي باركت مجيء مهدي جمعة بصفته رجلا نظيفا فضّل خدمة تونس ومصلحتها على حساب عائلته ومصلحته الخاصّة. وبالمناسبة أدعو كلّ التونسيين الى مساندة هذه الحكومة والصبر عليها حتى تنجح في تجسيد تصوّراتها على أرض الواقع والسموّ بالبلاد الى أعلى المراتب كما أبارك ما فعله السيد وزير الخارجية الذي استقبل سفير الإمارات ومن ثمّة فتح قنوات الدّعم والمصالحة بين تونس والإمارات.
كيف تفاعلت مع التصدّي الحازم لقوات الأمن للعمليات الارهابيّة الأخيرة؟
ـ ما يؤلم انّ تونس البلد المسالم والمسلم والعصري والمتفتّح على كل الحضارات، تونس المثال لدى كلّ البلدان العربية والغربيّة أصبح مرتعا للارهابيين.
وبالمناسبة أدعو بالرّحمة للشهداء شكري بلعيد ومحمد البراهمي ولطفي نقض وشهداء الأمن والجيش الوطني الذين دفعوا حياتهم من أجل استقرار تونس ومحاربة الارهاب الذي يجب مقاومته بالعمل والبرامج والتصوّرات التي تنهض بالأحياء الشعبية والمناطق النائية وتنعش الحركة الاقتصادية وتوفّر مواطن الشغل ووقتها سيموت الارهاب في المهد بحول الله خاصّة انّ التونسي بطبعه انسان طيّب ومسالم.
حاوره: الصحبي بكار